العرض في الرئيسةفضاء حر

من منظور يمني: ماذا تعني صفقة غزة..؟

يمنات

حسام ردمان

يمكن ايجاز التحولات الكبرى في المنطقة ضمن اربعة احداث مؤسسة: الطوفان الفلسطيني اكتوبر 2023، العاصفة اللبنانية سبتمبر 2024، الزلزال السوري ديسمبر 2024، الاعصار الترامبي يناير 2025.

وخلال مرحلة الطوفان، كان محور المقاومة يعيش حالة من النشوة ولم يجد مانعا من اطالة الصراع لتأكيد قدرته على نقل المعركة الى الداخل الاسرائيلي، وكي يستعرض قوته الاقليمية دون تردد. غير انه وبعد عاصفة لبنان وزلزال سوريا، بدأ المحور يعيد التفكير في امكانية النزول عن الشجرة، خصوصا مع اقتراب مخاطر الاعصار الترامبي.

بالنسبة للحوثين فان قيامهم باي استدارة تهدوية كان يقتضي وجود شرطين: انعطافه ايرانية للتهدئة في الاقليم كي يوقف الحرس الثوري عملياته النوعية من اليمن، وقرار اسرائيلي لوقف الحرب في غزة كي يوقف الحوثي عملياته الرمزية ضد الملاحة واسرائيل.

في بداية يناير تحقق الشرط الاول ايرانيا، لذا فقد شهدنا زيارة هي الاولى منذ عامين للمبعوث الاممي لليمن الى معقل الحوثيين في صنعاء، وذلك قبيل توجهه المباشر الى طهران وبالتوازي فقد امكن التقاط بعض الاشارات الايرانية لقابلية تمرير التفاهمات المؤلمة في لبنان والعراق .. وفي منتصف يناير صرنا امام تحقيق الشرط الثاني.

بهذه الطريقة سوف يعيد الحوثي فتح الباب امام خارطة الطريق السعودية، وسوف يراهن على تثمير فائض القوة الذي اكتسبه اقليميا من خلال امتيازات اكبر محليا في مشهد يشبه كثيرا ما قام به حزب الله في لبنان بعد 2006.

لكن في المقابل فان قيام الحوثي بتجاوز كل المحرمات الدولية قد يجعل العالم اكثر حرصا على وقف نموه و تقويض قدرته كي لا يكرر ما فعله مرة اخرى.

في العموم سيظل مستقبل الحوثي في اليمن عقب هدنة غزة مرهون بأمرين؛ طبيعة الموقف الترامبي حيال ايران، و ديناميكية التحرك الوطني في معسكر الشرعية اليمنية.

والاكيد ان منظومة الشرعية سوف تحتاج اكثر من اي وقت مضى الى تعزيز تماسكها الذاتي تحسبا لفائض القوة الحوثي في حال التهدئة، و استعدادا لفرصة الحسم الخارجي في حال عدنا لسياسة الضغط الاقصى.

فقد اثبتت التجربة ان لا جدوى من انتظار معجزة خارجية دون تحولات سياسية داخلية، و ان لا قدرة على معركة عسكرية كبرى دون نضوج اللحظة الخارجية. لكن للاسف ما يحدث حتى الان في معسكر الشرعية هو العكس.

اخيرا فانه وعلى الرغم من التداعيات الاستراتجية غير المطمئنة يمنيا، يظل من المبهج والمنصف اعلان وقف اطلاق النار في غزة، والمهم الان وقف الة الاجرام الاسرائلية في فلسطين ومنع سيناريو التهجير الذي يحلم به اليمين الاسرائيلي، ويتبرع المحور الايراني من جانبه لتهيئة الظروف والذرائع اللازمة لتنفيذه اما بسبب الارتباك او التواطؤ.

اما يمنيا فانه قد وجب التحسب ايضا لالة الاجرام الحوثية التي ستزداد ضراوة في الداخل، وقد تجلت اولى ملامحها مؤخرا في محافظة البيضاء عبر ممارسات لا تختلف كثيرا عن سلوك الاحتلال الاسرائيلي في غزة.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليغرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى